تعريف وتصنيف الأطعمة العضوية تناول الأطعمة العضوية يرتفع بشكل ملحوظ


تعريف وتصنيف الأطعمة العضوية

هناك ثلاثة أصناف عامة لفهم العلامات اللاصقة الموجودة على الأطعمة العضوية، أو حتى العضوية جزئيا. فقد أرست وزارة الزراعة الأميركية معايير صارمة للعلامات اللاصقة التي توضع على المنتجات، بما فيها ختم الأطعمة العضوية والذي يعني أن 97% من مكونات منتج بعينه هي عضوية. وقد جعلت هذه المعايير- فضلا عن الأسس التي تحكم تغليف هذه الأغذية-عملية تعريفها وتصنيفها غاية في السهولة.
عضوي 100% وعضوي
يتعيّن أن تحتوي المنتجات الغذائية ذات العلامة اللاصقة "عضوي 100%" على مكونات تم إنتاجها طبيعيا بشكل حصري، باستثناء الماء والملح.
أما المنتج المصنف "عضوي"، فلا بد أن يحتوي على 95% من المكونات الطبيعية على الأقل. أما البقية الباقية فلا بد أن تكون مواد غير زراعية تحظى بموافقة وزارة الزراعة أو مواد أو مكونات غير متوفرة في شكل منتجات عضوية. 
مصنوع من مكونات عضوية
يتعيّن أن تشمل المنتجات الحاملة للاصقة "مصنوع من مواد عضوية" على 70% على الأقل من المكوّنات العضوية، وأن تضم أسماء المكونات العضوية على علبة المنتج.
أقل من 70% من المكونات عضوية
ليس بوسع أي منتج يتضمن أقل من 70% من المكونات العضوية الداخلة في إنتاجه وضع لاصقة "عضوي" على علبة المنتج. بيد أنه يسمح في هذه الحالة بتسمية المكونات العضوية المستخدمة في تصنيع المنتج في البيان الخاص بوصف المكونات. 
الأطعمة العضوية: هل هي مفيدة فعلا؟

تناول الأطعمة العضوية يرتفع بشكل ملحوظ
سوزان بانزون (27 عاما)، تعيش حياة طبيعية بسيطة في ولاية نيوجيرزي، تستقبل صباحها بإعداد طبق من رقائق الذرة العضوية organic cereal. وبانزون، المستشارة المعتمدة في الصحة الطبيعية، تناضل للتغلب على العقبات التي تواجه الراغبين في العيش بطريقة طبيعية في عالم يعج بالمواد الاصطناعية والكيميائية.

وهي ليست وحيدة في هذا الميدان، ففي أميركا وأوروبا أصبحت كلمة "عضوية" organic تتردّد على كل لسان. وقد أصبح عدد الناس الذين يشترون الأطعمة العضوية يزداد بنسبة 20% أو أكثر سنويا منذ عام 1990. وبين عامي 1992 و1997 تضاعفت مساحة زراعة المحاصيل العضوية لتصل إلى 1.3 مليون فدان.

وفي عام 2000، وصلت نسبة المحال التجارية الأميركية التي تبيع أنواعا من الأطعمة العضوية إلى 73%، وأصبحت المجمعات التجارية التقليدية تبيع هذه الأطعمة أكثر مما تبيعه محلات الأطعمة الصحية التي كانت تبيع هذه المنتجات بشكل حصري في الماضي.

تعريف دقيق
من الإنصاف أن نبدأ أولا بتعريف دقيق للأطعمة العضوية. فبعد أن أصبحت هذه الأطعمة تحظى بإقبال كبير، بدأ آلاف المنتجين يصفون منتجاتهم بأنها "عضوية".

تطلق صفة "عضوية" على عملية تربية الحيوانات وزراعة المحاصيل دون استخدام عقاقير أو هرمونات أو مواد كيميائية صناعية. تقول بانزون: "بعد أن عرفتُ مدى التأثير الذي تحدثه الأطعمة التي أتناولها على صحتي وحيويتي، اجتذبتني الأطعمة العضوية لأن مكوّناتها تزرع وتنمو بطريقة طبيعية سليمة، وتساهم المواظبة على تناول الأطعمة العضوية في تقوية الجسم والعقل معا، ولن تدخل المواد الكيميائية غير الضرورية جسمي أو بيتي بعد اليوم، إنني بذلك أحمي نفسي من الأمراض وأحسن مستوى معيشتي".

ويبدو أن لهذا النمط من الحياة مزايا صحية عديدة تنظمها لوائح وضعتها اللجنة القومية للمقاييس العضوية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية. وعلى المزارعين الالتزام بمجموعة من اللوائح منها زراعة المحاصيل بدون استخدام المبيدات التقليدية والأسمدة المصنوعة من البترول أو رواسب الصرف الصحي. وفضلا عن ذلك لا يسمح لهؤلاء المزارعين باستخدام المضادات الحيوية أو هرمونات النمو في اللحوم العضوية والدواجن والبيض ومنتجات الألبان. والحيوانات التي تتمّ تربيتها وفقا للمقاييس العضوية يجب أن تتمّ تغذيتها بعلف عضوي ويُسمح لها بالتجول في الهواء الطلق. ويُمنع المزارعون أيضا من استخدام الأسمدة الصناعية والأساليب الحديثة لتعديل النباتات، ويُسمح لهم فقط باستخدام الأساليب المعتمدة لمكافحة الفطر والحشرات.

بالإضافة إلى الفوائد الصحية، يشير أنصار الأطعمة العضوية إلى عوامل بيئية مفيدة. يقول الدكتور توماس زينن من مركز التقنية البيولوجية بجامعة ويسكونسن، وهو خبير لدى معهد المتخصصين في تقنية الطعام: "هناك مزاعم عديدة بأن الأطعمة العضوية قد تفيد صحة الإنسان بطريقة مباشرة بسبب جودة تركيب الطعام، وبطريقة غير مباشرة بالمقارنة مع الأطعمة التي تستخدم في زراعتها المبيدات والأسمدة الصناعية، وبالتشجيع على بيئة أنقى".

ويضيف زينن قائلا: "ألا تلاحظون الاهتمام المتزايد بالطعام الشرعي اليهودي "كوشر" واللحم الحلال على الطريقة الإسلامية بالإضافة إلى الأطعمة العضوية؟ ما يجمع بين هذه الأنواع من الأطعمة هو أن من يشترونها مستعدون لدفع أسعار مرتفعة للحصول على مادة غذائية صحية تتمثل في الحقائق المتعلقة بطريقة إنتاجها".


الغلاء والصحة
organic pastaإلا أن فئة من المختصين تعتقد أن الأسعار المرتفعة ليست هي المشكلة الوحيدة لهذه المنتجات الغذائية، إذ إن مستهلكي الأطعمة العضوية مخدوعون بشأن مزاياها الصحية، إذ تعتمد الأطعمة المعدة عضويا إلى حد كبير على أساليب قديمة في الفلاحة، وهي أساليب قد يكون لها في بعض الحالات تأثير ضار على الجسم. فإذا لم يكن المُزارع حريصا فإن استخدام السماد الطبيعي للمحاصيل قد تكون له نتائج سلبية لأنه يتسبب في تكوين البكتيريا وتلويث المحاصيل.

ومن الأمور الأخرى المثيرة للقلق فيما يتعلق بالعمليات المستخدمة في تحضير الأطعمة العضوية عدم استخدام المبيدات الحشرية، الأمر الذي يبدو للوهلة الأولى أكثر قبولا من الطرق التقليدية. غير أنه بدون استخدام المبيدات تصبح المحاصيل عرضة للآفات. يقول الدكتور زينن: "المبيدات الحشرية مواد سامة، والأطعمة التي تنمو بدون مبيدات حشرية لن تتلوث بمواد سامة كثيرة، ولكنها قد تتلوث بمواد سامة من الآفات التي قد تدخل في الطعام، وعليه فإن الأطعمة العضوية ليست بالضرورة أقل سمية من الأطعمة التقليدية".

نينا فيدوروف أستاذة علم الوراثة في جامعة ولاية بنسلفانيا الحكومية تقرّ بأن الأطعمة العضوية ليست خالية من السموم، وتقول: "إن المنتجين لا يستطيعون استخدام المضادات الحيوية في إنتاجهم الحيواني، ويستطيعون فقط استخدام الطرق المعتمدة لمكافحة الفطر والحشرات. وهذا يعني عادة استخدام طرق أقدم، مع أن بعضها تتضمن مواد سامة كالنحاس".

بغض النظر عن الدراسات التي تم إجراؤها لإثبات فائدة الأطعمة العضوية من عدمها، نجد أن المستهلكين هم الذين يتحكمون في نهاية الأمر في مصيرها.

يقول زينن: "ابتداء من الأطعمة ذات الأسماء التجارية اللامعة إلى الخمور المعتقة، أثبت بعض المستهلكين على مرّ السنين أنهم مستعدون لدفع أسعار أعلى لأطعمة أفضل، وتكون لهذه الأطعمة أحيانا فوائد مؤكّدة علميا، وأحيانا أخرى تكون فوائدها وهمية". أما الآن، على الأقل، تظل سوزان بانزون متمسكة بنمط حياتها القائم على الطبيعة، حصرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق