ما هي الحمية السريعة الفاست دايت Fast Diet


منذ أجيال والذكور في عائلتي من جهة أبي، يلقوا المصير نفسه: الإصابة بنوبة قلبية في عمر مبكر تجعلهم يموتون قبل أوانهم بعدة عقود . بعد وفاة أبي في العام 1972 عن عمر يناهز الرابعة والخمسين، أدركت أن هناك قنبلة جينية موقوتة تتك في داخلي. كنت أعرف أن ليس بمقدوري تغيير جيناتي الوراثية ولكني عقدت العزم على إيجاد طريقة تسمح لي بأن أعيش حياة طبيعية معافاة.

لقد قادني سعي من أجل انقاذ حياتي إلى استنتاج مدهش في بساطته . فقد تبين لي أن مفتاح العمر المديد ليس في تناول حبة أو خلطة سحرية، ولكن في هرمون فعال يوفره نظامك الغذائي ويدعى الأنسولين . فقد أظهرت أبحاثي أنه إذا كان بمقدورك إبقاء معدل الأنسولين ضمن نطاق معين – ليس عاليا جدا و ليس منخفضا جدا. فقد تستطيع أن تحسن من وضعك الصحي على نحو كبير وأن تجنب نفسك جملة من الأمراض، وأن تدفع جسمك أيضا للبدء باستعمال الدهون لإنتاج الطاقة، الأمر الذي يسمح لك بالتخلص من الدهون الفائضة في جسمك بدون الشعور بالجوع.
كيف تبدأ إذا بضبط الأنسولين وتبدأ الرحلة نحو صحة فضلى؟ 
ووجدت أن الجواب بسيط هنا أيضا : يتم ذلك بأكل المجموعة المناسبة من الأطعمة في كل وجبة . ولكن عليك بالدرجة الأولى أن يعتبر رجيم سريع الدواء وحالما تبدأ بتناول هذا الدواء ستحقق تلقائيا ما يلي :
  • التخلص نهائيا من الدهون الزائدة في الجسم.
  • التقليل من خطر الاصابة بالأمراض المزمنة كمرض القلب والسكري والسرطان.
  • تحسن الأداء العقلي والجسدي.
  • التنعم بعمر طويل.
كان أول من أدرك أن الطعام هو الدواء المعجزة أبقراط . أبو الطب الذي علمنا هذه القاعدة (( اجعل طعامك دواءك واجعل دواءك طعامك )). والآن وبعد 2500 عاما، بدأنا نفهم أهمية تلك الكلمات .
لا تشك في ذلك أبدا : إن الطعام دواء فعال. وقد يكون في الواقع أكثر الأدوية فعالية على الإطلاق . غير أن الطعام ذو حدين كأي دواء آخر . وقد يساعدك أو يؤذيك وفقا للطريقة التي تستعمله بها , فإذا استهلكت الطعام بالشكل الصحيح فإنه يجعلك أكثر نشاطا وأكثر عافية وقد يضمن لك حياة جديدة مفعمة بالنشاط، أما إذا استهلكت الطعام بالشكل الغير الصحيح فإنه يصبح ألد أعدائك فيحرمك من الحصول على جسم سليم وعقل سليم ووزن صحي وهذا ما يكتشفه الناس بسرعة متزايدة. وثمة ما هو أهم من ذلك : إذا ما استهلكت الطعام على نحو خاطئ فقد يقصر ذلك أيضا عمرك .
قد تظن أنك تعرف كيف تستهلك الطعام بشكل مناسب. وقد تظن أن ذلك يتم بتجنب الدهون واستهلاك الكثير من الكربوهيدرات (النشويات والسكريات) مثل الباستا والخبز وأنواع الكعك . ولكن إذا كنت تتبع هذه التوجيهات الغذائية، فقد تكون حائرا تتساءل لماذا يزداد وزنك  بدلا من أن ينقص والحقيقة هي أنك فهمت الأمر بالمقلوب. 
فإن كنت كمعظم الناس فإنك تأكل على الأرجح كمية مفرطة  من الكربوهيدرات (النشويات والسكريات) .. وهذا هو السبب في أن 50% من الأمريكيين مثلا يعانون اليوم من الوزن الزائد مقارنة ب 33 بالمئة قبل عشرين عاما، علما أننا نأكل اليوم كمية من الدهون أقل من أي وقت مضى . وهذا ما يطلق عليه تسمية ((المفارقة الأمريكية)). ولو كانت الدهون هي العدو لكنا أعلن النصر على البدانة منذ سنوات . ولكن الواقع هو أن الدهون التي نأخذها من الطعام ليست هي العدو الحقيقي . 
أما السبب الفعلي وراء انتشار البدانة كالوباء فهو الإفراز الزائد لهرمون الأنسولين في الجسم .. إن فرط إفراز الأنسولين هو الذي يجعلك بدينا ويبقيك بدينا.
هنالك دائما من يذكرك بأن السعرة الحرارية الواحدة (الكالوري) تبقى هي نفسها مهما كان مصدرها وبأن الوزن الزائد ينتج عن استهلاك كميات من السعرات الحرارية تزيد عن تلك التي تحرقها. وبما أن الغرام الواحد من الدهون يحتوي على كمية أعلى من السعرات الحرارية مقارنة بالغرام الواحد من البروتينات أو السكريات والنشويات . فالنتيجة المنطقية تملي عليك بأن إلغاء الدهون من نظامك الغذائي يجعلك تنحف .
ويمكننا أن نلخص نظرية الوحدات الحرارية هذه كما يلي : 
((إن لم تلمس الدهون شفتيك فلن تبلغ الدهون ردفيك)) . حسنا .لن يتطلب الأمر عالما من وكالة الفضاء ليمشي في الشوارع وليدرك أن تلك المقولة  غير صحيحة . فعلى المستوى الهرموني ليست جميع الوحدات الحرارية متساوية. 
التأثير الهرموني لسعره حرارية واحدة من الكربوهيدرات (النشويات والسكريات) يختلف عن التأثير الهرموني لسعره حرارية واحدة من البروتينات أو الدهون .. فلكل عنصر من هذه العناصر الغذائية الثلاثة تأثيره الخاص به في هرمونات الجسم. 
وعندما تكون هذه العناصر متوازنة بالشكل المطلوب فإنها تسمح للجسم أن يبقى معافى وذلك عبر إبقاء الأنسولين ضمن النطاق المطلوب أي ضمن رجيم سريع، ولكن عندما يختل توازن هذه العناصر وتسجل مستويات الأنسولين ارتفاعا هائلا فقد يضطرب التوازن الهرموني في جسمك، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في الوزن وزيادة في احتمال الإصابة بمرض مزمن وإلى تعجيل الشيخوخة.
أما إذا كانت كميات الأنسولين منخفضة أكثر مما ينبغي فستجوع خلاياك جوعا شديدا لأن الجسم بحاجة إلى كمية معينة من الأنسولين ليقود المغذيات التي تمدنا بالحياة , إلى الخلايا .
إن رجيم سريع أشبه بقصة غوليلوكس والدببة الثلاثة (Goldilocks and the three Bears) .. كان الحساء في الصحن الأول حارا جدا (كمية عالية من الأنسولين) وفي الصحن الثاني باردا جدا (كمية قليلة من الأنسولين) وفي الصحن الثالث تماما كما يجب سريع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق