في
الحقيقة إن لاجسامنا طبيعية مميزة فالخلايا فيها لديها القدرة على استبدال نفسها
كل 90 يوما لذا فإن ما تتناوله اليوم سوف يظهر أثره في وقت لاحق . والامر اشبه لحد
كبير بالزراعة، فما تبذره اليوم سوف تجنيه غداً.
يعد
الاعتدال في كم الطعام المتناول خطوة اساسية نحو عيش الحياة بصحة جيدة ولياقة
بدنية عالية. إن "النظام الغذائي" الذي نقصده هنا ليس كمثل تلك النظم
الغذائية الزائفة التي نسمع عنها جميعاً ، فالنظام الغذائي في النهاية ما هو الا
اسلوب حياة وطريقة جديدة للتفكير في صحة بدنك وعقلك.
اما الآن
فدعونا نحلل النظام الغذائي. ماذا تعني بالنسبة لكي؟ هل ما تتناوليه كل يوم؟ ام
انها تعني الجوع او السعرات الحرارية او وضع مؤقت لوزن الجسم او تناول الاطعمة
بشكل منتظم؟ إن اول شيء يطرا على ذهني عند سماع كلمة النظام الغذائي هو انه مؤقت.
فأغلب الناس الذين يتبعون نظاماغذائيا ينتهي بهم الحال إلى الاقلاع عنه ثم اتباعه
مرة أخرى وهكذا دواليك. وبالتالي فإن وزنهم ينقص ثم يزداد .. الخ. وهم في هذا
الامر انما يدورون في حلقة مفرغة حيث لا يحققون منه سوى القليل علاوة على كونه غير
صحيح في اغلب الوقت.
يمكن
النظر إلى جسمك كما لو كانت المنزل الذي تعيشي فيه واختيارك هي التي تساعدكي في
تشكيل هذا المنزل. يحتوي جسمك على العقل والعظام والعضلات والاعضاء الداخلية وكلها
تمكن جسمك من اداء وظائفها. وتحدد الخيارات التي تقوم بها مدى اداء الجسم لوظائفه
على نو جيد حيث إن كل منا إلى حد ما هو المهندس المعماري الذي يشكل أو يصمم بنيان
جسمه.
في
الواقع من السهل مقارنة الجسم بالمنزل اذا تم اهمال منزل ولم تتم صيانته على نحو
جيد، فالطبيعي انه سوف ينهار خلال سنوات فتتعطل مواسير المياة ويبدأ الاساس في
الانهيار ولن يعمل نظام التدفئة المركزية بشكل جيد كما سيحتاج الجزء الخارجي إلى
التجديد والترميم. بعبارة أخرى سوف يتحول المنزل إلى مبنى خرب ويبدو قديما
ومتهالكا.
ينطبق
الشيء نفسه على الجسم البشري. اذا تم اهمال الصيانة الدورية للجسم فربما يبدأ
الاساس المتمثل في 206 عظمة و648 عضلة في الانهيار.
ولن تعمل
أجهزة الجسم بانتظام إلى جانب أن نظام التدفئة المركزية أي قدرة الجسم على تحمل
الحرارة والبرودة سيختل. وبالمثل يصبح الشكل الظاهري للجسم هرما وتعتليه علامات
الارهاق ايضا. كما سيفقد الجلد مرونته ونضارته. وعلاوته على ذلك، سوف يفقد كل من
الشعر والعين لمعانه.
والخلاصة
أنك اذا لم تعتن بنفسك، فسوف تنهار وتضبح في حاجة إلى الترميم تماما مثل المبنى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق