عمليات التجميل بين هوس المظهر والحاجة الطبية

تزدهر جراحات التجميل في أميركا حالياً بشكل مضطرد ويشاركها في ذلك العالم عموماً. وبينما يُغيّر إجراء مثل هذه الجراحات حياة الكثيرين إلى الأفضل، فإنها تمثل أيضا للبعض الآخر كابوسا مزعجا.
كان جورج خجولا من شكل أنفه؛ فقد كان كبيرا لدرجة أنه كان يتجنب النظر في عيون الآخرين عندما يتحدث معهم، وذلك بسبب شعوره بالحرج من حجمه. الأسوأ من ذلك أن شعوره هذا كان يؤثر على حياته المهنية تأثيراً سلبياً. فقد كان شديد الحساسية إزاء مظهره أثناء اجتماعات العمل، ولم يكن يستطيع التركيز على الأمور التي يتم تداولها في الاجتماعات. كان يخشى دائما من أن يركِّز الناس على أنفه القبيح.
يقول جورج الذي طلب منا ألا نذكر اسمه كاملا بسبب شعوره بالخجل من هذا الموضوع: "كنت أكره أنفي منذ صغري. فقد كان مصدر إحراج بالنسبة لي. لقد كان أنفي أطول قليلا مما يجب، ولم يكن شكله متناسقا. وحينما كان الناس يقفون بسياراتهم إلى جانبي أمام إشارات المرور، كنت أشيح بوجهي إلى الجانب الآخر لكي لا يروا شكلي بالكامل".

في الصيف الماضي قرّر جورج، الذي يعمل محاسباً ويبلغ من العمر 33 عاما ، والذي يقطن في منطقة لونغ آيلاند الواقعة على بعد 200 ميل شرقي مدينة نيويورك، أن يجد حلا لمشكلته. وبعد القيام بتحري الخيارات المتاحة له ومقابلة عدد من الأطباء، دفع جورج مبلغ 10 آلاف دولار ثمناً لجراحة تجميلية لتغيير شكل أنفه. استغرق الإجراء الجراحي ساعتين في عيادة الطبيب، وتحول جورج بعده من إنسان شديد الخجل إلى إنسان فخور بمظهره. والأهم من ذلك هو أن مظهر جورج الجديد سهّل عليه الالتقاء بالناس وأزال عبئا ثقيلا عن كاهله.

يقول جورج: "إن الأمر أشبه ببداية لحياة جديدة. هذه هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع أن أصف بها ما أشعر به الآن. لقد كان التعامل مع الناس أمراً صعباً على الدوام. وكنت أفكر دائما في أنفي حينما كنت أحضر اجتماعاً ما. أما الآن فإني لا أفكر في ذلك، فأنا أعرف أن مظهري حسن". ويضيف جورج، الذي يبحث عن زوجة، أن أنفه الجديد قد غيّر طريقة تعامله مع النساء. ويردف قائلا: "ليست لديّ أية مشكلة في التعرف إلى أحد". جورج نادم على أمر واحد: إنه يتمنى لو أنه أجرى العملية قبل سنوات خلت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق